بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم : عن أبي جعفر قال :
بينا أمير المؤمنين جالس في مسجد الكوفة وقد احتبى بسيفه وألقى ترسه خلف ظهره إذا أتته امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى للزوج عليها ، فغضبت فقالت : والله ما هو كما قضيت ، والله ما تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ، ولا قضيتك عند الله بالمرضية .
فغضب أمير المؤمنين عليه السلام فنظر إليها مليا ثم قال : كذبت يا جرية ! يا بذية ! يا سلسع ! يا سلفع ! يا التي لا تحيض مثل النساء !
فولـّت هاربة وهي تقول : ويلي ! ويلي ! فتبعها عمرو بن حريث فقال : يا أمة الله ، قد استقبلت ابن أبي طالب بكلام سررتني به ، ثم ، نزغك بكلمة فوليت منه هاربة تولولين !
فقالت : يا هذا ، ابن أبي طالب أخبرني بالحق ، والله ما رأيت حيضا كما تراه المرأة
فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا ابن أبي طالب ما هذا التكهن ؟
قال : ويلك يا ابن حريث ليس مني هذا كهانة ، إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثم كتب بين أعينها مؤمن أو كافر ، هم أنزل بذلك قرآنا على محمد صلى الله عليه وآله: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فكان رسول الله صلى الله عليه وآله من المتوسمين ، وأنا بعده والأئمة من ذريتي منهم.
(بحار الأنوار⁄ج58⁄ص136-137⁄ح13)