بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند انتقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق يوم الرزية ( الإثنين ) عقدت السقيفة من قبل الأنصار ودخل فيها المهاجرين لتعيين الخليفة كأنهم لم يصدقوا أن هذه اللحظة أتت حتى أصبحوا يتسابقون ويتنافسون على من هو الخليفة بعده وكأنهم نسوا أو تناسوا أن الرسول صلى الله عليه وآله لم ينس آمراً كهذا ، فصارت المشاحنات والشجار فيما بين من يدعون الإسلام حتى تمخضت الأحداث بحدث مهم وهو أن أبا بكر قد أصبح خليفة المسلمين ، نعم خليفة وقد نسي تماماً أن الرسول صلى الله عليه وآله لتوه قد فارق هذه الحياة ولم يغسل أو يكفن ويقبر في لحده للآن.
ما أسرع ما أخذت البيعة من الناس لأبي بكر ، وبقي منهم من لم يرض بذلك وأولهم الحقيق بها وهو الإمام علي عليه السلام ومعه ثلة عارضوا ذلك ومنهم الزبير وقد تحصنوا في بيت فاطمة عليها السلام رافضين البيعة ، فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة عليها السلام ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم
فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت : يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ! ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة
وفي أنساب الأشراف : أن فاطمة عليها السلام لقيته على الباب وقالت : يا بن الخطاب أتراك محرقاً علي بابي ، قال : نعم
قال ابن قتيبة:
وان ابا بكر (رضى الله عنه) تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا ان يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن او لأحرقنها على من فيها فقيل له يا أبا حفص إن فيها فاطمة فقال : وإن فقالت فاطمة لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم.
فهجمت الدار ، واستحلت حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله
الدار التي لم يدخلها رسول الله إلا مستئذناً ، يأتي يوم يسمى يوم الخميس الأسود ، ليهجم عليها وعلى من فيها ، دخلتها ذئاب بشرية لم يراعوا وصية نبيهم في أهل بيته ، أو لم يتفكروا أن من وراء هذا الباب ابنة رسولهم ومن قال فيها :" فاطمة بضعة من آذاه فقد آذاني "
نعم يارسول الله ، نعم يا حبيب الله ، هذه ابنتك وراء الباب واقفة وإذا بهذا المجرم يأمر زمرته بالهجوم على هذه الدار وإحراقها ، ويصدر أمره لعبده بأن يلطم حبيبتك وبضعتك ، وأن يصيرها بين الباب والحائط ، حتى نغز المسمار صدرها وكسر ضلوعها ، وأسقط جنينها .
أهذا الحق الذي يجب عليهم أن يؤدوه لك يا رسول الله ، بدل الوفاء لك ورعاية حرمتك في أهل بيتك
أهذا أجرك يا رسول الله من المودة في أهل بيتك ، تنتهك حرمة هذه العفيفة الطاهرة فتضرب ويهتك سترها.