سُئِل الإمام السجاد عليه السّلام عن يوم القيامة فقال
(إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين، وجمع ما خلق في صعيد واحد، ثم نزلت ملائكة السماء الدنيا وأحاطت بهم صفاً، وضرب حولهم سرادق من النار، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية فأحاطوا يالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادقات، وصعق الرجل فلما أفاق قيل له: يا بن رسول الله فأين علي وشيعته؟
قال: على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب، لا يحزنهم ذلك).
ولما بيّن (عليه السّلام) أهوال يوم القيامة والقصاص من الظالم للمظلوم قام رجل وقال: يا بن رسول الله إذا كان للمؤمن على الكافر مظلمة فأي شيء يأخذ منه وهو من أهل النار؟ فقال (عليه السّلام): يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره.
قال: فإن كان للمسلم على المسلم مظلمة فما يأخذ منه؟ فقال (عليه السّلام): يؤخذ من حسنات الظالم ويدفع للمظلوم وإن لم يكن له حسنات يؤخذ من سيئات المظلوم على الظالم).
جواب مسدد كامل شامل لا يشوبه شائبة يعبر تعبيراً سليماً عن رأي قائلة، والإمام السجاد كعادته في كل أجوبته، ولا غرو فهو إمام معصوم من جامعة أهل البيت مؤهل بعلوم خاصة علوية تزود بها من أبيه وجديه
(عليهم السّلام)، وهكذا كان شأن الأئمة المعصومين الذين أتوا بعده. لقد أوجدهم الله جل شأنه رحمة للعالمين وقيضهم أعلاماً يقتدى بهم ويقتفى أثرهم. فبهم قامت الدعوة الإسلامية وبهم تطورت الحياة الاجتماعية .
منقول من كتاب الإمام السجاد