بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
الله عز وجل ذكر في كتابه المجيد {ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}(الأنعام/102).
وقال عز من قائل { قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}(الرعد/16). وقال تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}(الزمر/62).
وقال تعالى {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ}(غافر/62). وقال تعالى { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}(الأنبياء/2).
والفرض أن القرآن كلام الله المعجز الذي أنزل بواسطة جبريل عليه السلام على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهو شيء من الأشياء غير الله فلابد أن يكون مخلوقا كما بينت الآيات الشريفة وكذا نص الله على أن القرآن محدث ، والقضية واضحة من الناحية العقلية أيضا فلا موجود إلا وهو خالق أو مخلوق ، فلو لم يكن القرآن مخلوقا لكان خالقا وهو باطل .
وهذه المسألة جرى حولها نزاع معروف سبب تكفير المسلمين وسفك دمائهم نتيجة تعصبات وتشنجات لا معنى لها مع المكفر –كابن حنبل وحزبه- لا توجد عنده أدلة صريحة في كفر من قال بخلق القرآن !! وقد جاء عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام ما يحث على عدم الخوض في مثل هذه المهاترات وأن القضية واضحة لا تحتاج لمثل هذا اللجاج واهدار دماء المسلمين سفاهة كما في أمالي الشيخ الصدوق ص639 :
( حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، قال : كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد :
بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فإن يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له ، وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم ).
فالحمد لله الذي منّ علينا باتباع العترة الطاهرة أئمة الدين وحفظة الكتاب ، وصلى الله على محمد وعلى آله أئمة الهدى وسلم تسليما كثيرا .
والحمد لله رب العالمين