يا رفيقَ الجوِّ! يا صقــرَ الفضاءْ! لا تـــــكن مقـــــبرةً للشــــــــهداءْ
كفنٌ أنــــــتَ عـــــلى أشلائـــــهم أم غـــــطاءٌ لدمـــاءِ الأبريـــــاءْ؟!
تخطــف الشمعة من عشِّ الهوى وحماماً من ســـــلام الضعــــــفاءْ
في رؤى عـــــينيك مــــــوتى أُممٍ وبمنـــــقارك دولاب دمــــــــــــاءْ
لماذا أنــــتَ أتّـــــون عــــــــــداءْ ورسولُ الحربِ في دنيا الفـــداءْ؟
كن كأســـــراب السنـــــــونو أملاً وربيعـــــاً في شــــتاءِ الفـــــقراءْ
* * * * *
يا ضميرَ الكرمِ! يا حقل الضميرْ! أنا أدعوكَ إلى حـــــكم الغـــــــديرْ
أسريــــرٌ.. أم خـــــباءٌ.. تحـــــته يلتقي قلبان في وهج العــــــــبيرْ؟
أو أمـــــــيرٌ.. إن رقى يبقى، ولو كبساطٍ فوق أقـــــتاب البعـــــــيرْ؟
ضفرت اضــــــــلاعه، واْلتفّت الـ ـساق بالساق، كطاقات حـــــــريرْ
هذه الأشـــــجار وإخـــوان الصفا ونجوم الليل تهدي من يــــــــسيرْ
وجماهير الـــــرياح اْنطــــــلقت.. وورود الفلِّ.. أبواق مســــــــــيرْ
هكذا الدنــــــيا اْنفتاحـــــات رؤىً واْنفــــتاحاتك أغــلال أســــــــــيرْ
* * * * *
ثعلب القريةِ يـــــا وهـــج الدهاء! ناسكٌ أم نزوة مـــــن خـــــــيلاء!
لّ من يأخـــــذ يعـــــــطي مـــــثله بينما تأخذ مـــــن دون عــــــطاءْ
وإذا الأنقاض صـــــارت هـــــرماً تهدم الأهرام في ورش البــــــناءْ
وإذا الساعون أحصــوا ريعـــــهم تخطف الفرحة من دمع العـــــناءْ
وإذا اْنفضُّوا إلى الســـت الجهات فلماذا ترتمي خـــــلف الـــــوراءْ؟
يا أخا الحيلةِ! ما هـــــذا الذكـــاءْ حين يستعـــــدي بمكرٍ وشــــقاءْ؟